lunes, 5 de marzo de 2012

علم الوراثة والقرآن

          


العرب ... من
الذريـــة إلى القوميـــــة



 هذه الدراسة اعتمدت على ثوابت القرآن الكريم وما توصلت اليه العلوم الحديثة








1-  المقدمة

الدراسات الحديثة والقديمة التي بحثت موضوع أصول الأمة العربية من ذريتها إلى قوميتها، مروراً بالرسالة الإسلامية العالمية التي نزلت على نبيها ورسولها العربي الكريم، لم تقم ولم  تعتمد على ثوابت متكاملة ومتماسكة لإخراجها إلى نور العقل والإدراك.
 كان من الازم الرجوع إلى نور وهدى القرآن الكريم ,كثابت اساس نعتمدة خلال البحث, و الى  ما وصلت اليه العلوم الحديثة، من اجل وضع  إطار علمي نتبين من خلاله  بعض  أبعاد التطور الإنساني الذي كانت بدايته على أرض فلسطين(  من بلاد الشام المباركه) مكان ولادة النبي إسماعيل من أبوين مختلفين في تكوينهما الجيناتي العائد إلى أصول حضارتين: واحدة على وادي النيل العظيم والثانية ما بين النهرين: دجلة والفرات.
   وعليه يمكن القول أن النبي إبراهيم كان بابليا ،  من(  ur)غور شط  العرب جنوب بابل  : ملتقى مصب النهرين,دجله والفرات.اما ur الثانيه هوغور القدس, غور نهر الاردن لهذا السبب سميت القدس منذ القدم ur سليم   وليس  ur شالوم  (القدس في بداية تكوينها  كانت تسمى سالم).      نجّى الله ابراهيم الى الارض المباركه ،ارض بلاد الشام (سورة الانبياء آيه  71)يقول الله تعالى:    ونجيناه ولوطا الى الارض التي   باركنا  فيها  للعالمين.
 بعد ذالك ذهب ابراهيم النبي الى ارض النيل فتزوج هاجر: كانت مصرية قبطيه.من خلال التزاوج جاءت ذرية إسماعيل، وحملت مواصفات جيناتيه حسنه متطورة نتيجة لزواج من خارج قوم ابيه مما ادى الى تحسين في الجينات ( اسمه  في المفهوم العلمي تهجين:  تحسين للجينات)   وهذا يثبت ان الاراده الالهيه  اراده علميه مبرمجه. يقول الله تعالى: ) وأذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً( سورة مريم                                                        
وفي سورة الحجر يقول الله تعالى  للنبي إبراهيم ) إنّا نبشرك بغلام عليم(.                                                                                                                                                                      
هكذا إذن جاءت (الكلمه) في الثوابت الجيناتية  الحسنة والطيبة لترفع بها  الى قيم  اعلى .يقول الله تعالى: الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبه اصلها ثابت وفرعها في السماء. كمثل عيسى ,كلمه الله, اصلها من ذرية طيبه, من آل عمران ,  في السماء ( في علوم الجينات   الجين  يسمى كلمه  لانه يكتب الكتاب الوراثي . (الكلمة الطيبة) ترقى من خلال الكتاب الوراثي,كتاب الحياه (DNA )  او الشيفره الوراثيه المكوّنه من كلمات ،( جينات) , لتعطي مواصفات حسنه في الذرية (الوراثه)  وتعلي من ثوابت  الأمة  العربيه المسلمه   كي تجني ثمارها في الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.                                                                                        

الدكتور   إبراهيم     المصري                             مدريد _إسبانيا                 15    -8 -   2010                                                                  






2_        البدايه التاريخيه


    يقول الله تعالى في سورة إبراهيم آية 37 ) ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة، فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون(.
طرد إسماعيل من فلسطين  ، من  ارض بلاد الشام ،   بعد ولادته على أرضها، من قبل سارة (زوجة إبراهيم) التي نجاهما الله مع زوجها إلى الأرض المباركة, ارض بلاد الشام
                                 فحمل إبراهيم ابنه الصغيراسماعيل المبشّربه 
 مع زوجته الثانيه المصريه (هاجر), وبأمر من الله, إلى جنوب الجزيرة العربيه, الى ارض مكة المكرمة ,إلى اليمن. (في الماضي لم تكن موجوده السعوديه ، تكونت هذه الدوله بدعم من بريطانيا واليهود في العصر       الحديث (من اجل مصالح الغرب الاستعماري) بعد الحرب العالميه الاولى (1917) التي انكسرت فيها  تركيا العثمانيه على يد الغرب وثورة الحسين العربيه الكبرى بقيادة لورنس العرب (انجليزي- بريطاني) التي ادت الى  تقسيم الوطن العربي بين فرنسا و بريطانيا: سايكس- بيكو.          كما ادت الى وعد بلفور البريطاني الذي اعطى اليهود   وطنا  على ارض فلسطين ومن ثم  تكوين الكيان الاسرائيلي واضعاف سوريا الكبرى وتقسيمها). 
أسكن ابراهيم ابنه  في أرض قاحلة لا زرع فيها على مسافة قليله من البيت الذي سيرفعه مع والده في الكبر ليكون البيت الحرام من أجل الصلاة والعبادات والتقارب والتآخي والتكافل.
كما أن إبراهيم, بأمر من الله ,تركه في هذه الارض القاحله  لتهوي قلوب بعض  الأعراب الذين كانوا يمرون من المنطقه  الصحراويه لمساعدتهم على أمل أن يكوِّن إسماعيل في كبره نواة لمؤسسة عائلية رشيدة عبر إطار بدوي فيه العائلة والأهل بداية لأمة مسلمة نسيجها الاجتماعي يعتمد أصلاً على عمق وراثي (اصل ثابت) من الجينات الأشورية والمصرية والأعرابية الطيبة التي ادت, في ذرية مهتدية وجامعة, الى  المواصفات الجيناتيه  الحسنة التي اخرجت في ما بعد  امة مسلمه في عقيدتها (الاولى على الارض).   ما قبل امة العرب( امة محمد) لم  يوجد في اي وقت في التاريخ القديم امة مسلمه. هذه الامه العربيه المسلمه بعد ان جعلها الله امه وسطا ترتكز  الآن على ارض بلاد الشام(الارض المباركه,ارض الايمان حول المسجد الاقصى) وعاصمتها دمشق. هذه الحقيقه هي الاهم في فهم كل  ما يحدث في الشرق الاوسط  وفي العالم السياسي من تناقضات حاده وخطيره التي بدورها ستؤدي حتما الى تغيرات كبيره, فيها الحركة   الصهيونيه  والغرب  المفسد وعملائهم هم  الخاسرين   كما جاء في سورة الاسراء.


   3  -  إبراهيم وإسماعيل
والبيت الحرام

يقول الله تعالى: ) وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، ربنا واجعلنا مسلمين لك  ومن ذريتنا أمة مسلمة لك..(.
حقق النبي إبراهيم في حياته وضع القواعد الأساسية للبيت الحرام مع ابنه إسماعيل، ليكون المركز الروحي الأساس لذريتهما ومن بعد ذلك للأمة المسلمة التي ستتكون لاحقاً من ذرية إسماعيل المتواجدة منذ البداية على أرض الجزيرة العربية والتي ستشكل الحاضنة للرسالة في وقت نزولها بعد 2000 سنة ومن بعد ذالك لكل  الامم  المسلمه في العالم.( علميا لا يصح القول بمفهوم الامه الاسلاميه, بل يجب ان يقال  الامه المسلمه  وهي من ذرية ابراهيم واسماعيل: امة العرب ,  وتعني  امة محمد) وليس كل المسلمين في الامم الاخرى في العالم.  يقول الله   تعالى: سورة  هود 48 :  قيل يا نوح اهبط بسلام منا     وبركات عليك  وعلى امم ممن معك     وامم سنمتعهم ثم  يمسهم منا عذاب اليم .وفي سورة الانعام يقول الله تعالى  آيه38 : وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم   امثالكم.   صدق الله العظيم.   العالم الانساني مشّكل من امم(كما يحدث في الدواب والطيور...) اصل الانسانيه من  آدم, ومن بعد ذالك من ذرية نوح: توجد امم ملتزمة بالرساله (مباركه) وامم, في العصر الحديث, ملتزمة بالمتعه والرفاهيه  كالامم البرجوازيه الراسماليه التي بعداكثرمن مئة عام من المتعه والهيمنه والعدوان والافساد  تعيش في ازمة  نهائيه ومستمره ستدفع بهم الى مغامرات اجراميه قاتله في الشرق الاوسط والعالم من اجل مكاسب جديده لن تخرجهم  من هذه الازمه الاقتصاديه التي  سببها اطماع الحركة الصهيونيه اليهوديه الراعية للراسماليه في الدول الغربيه:سيمسهم الله عذاب اليم كما جاء في الايه الكريمه : منذ بداية التاريخ  لم تتمتع الامم  في تاريخ حياتها كما تتمتع الامم الغربيه في هذا الوقت بقيادة الحركه الصهيونيه وراس المال الخليجي .      اما متعة من كفر من  دول الخليج  هي متعة قليله  مقارنة بدول اسيادهم لان الاسياد  هم السبب في متعتهم،  كما  جاء في  الآية الكريمه  126 سورة البقره .يقول الله تعالى ,الكلام لابراهيم عندما كان يبني البيت الحرام مع ابنه اسماعيل  .... ومن كفرفامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار .  في هذه النار  سيكون مصيرهم قريبا , بشكل  اضطراري ,لفسادهم وفتنتهم وكنتيجه حتميه لما يحدث في المنطقه العربيه من تغيرات جارفه وتاريخيه لن تخدم الغرب في نهاية الصراع الحالي.
وعلميا ايضا يجب ان يفهم   ان معظم  الاعراب  ليسوا  بعرب  لانهم  من خارج  مواصفات    ذرية اسماعيل التي  خرجت من يأرب (معرب)  اليمن. بعد ان عاشت في حضارة مدنيه  لمدة تقارب ال1500 سنه: لم تتزاوج مع الاعراب الذين كانوا في البداوه . وهذا  يعني  ان الايمان  لم  يدخل  في  قلوبهم  (من خلال العامل الوراثي الجيناتي) كما جاء في الذكر  الحكيم ،لان الايمان اصلا بالوراثه من آدم الى نوح والى ابراهيم واسماعيل ومن ثم الى الذريه عبر الجينات الطيبه وبعد ذلك الى الامه   فالقوم  الذي وكله الله بالرساله (من هنا جاء التوكيل: لعدم كفرهم  بالرساله؛    لذالك  نجدهم, الاعراب,  يتوكلون   على الغرب المعادي للاسلام والعروبة اصلا.  العربي المسلم الاصيل الذي يحمل مواصفات  اخلاقيه  جيده   ومؤمن  لا يطيع    ابدا من يظلم من  اهل  الكتاب :لكي لا يصبح كافرا كما جاء في القرآن الكريم. 
  من يطيع الفريق  الظالم من اهل    الكتاب في الغرب    فهو مرتد عن دينه  مهما عمل على تبرير مواقفه.الآيه واضحة  وضوح الشمس.سورة آل عمران آيه 100   يقول الله تعالى :  يا ايها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم  كافرين .
الكلام في موضوع  العرب  المستعربين في واقعنا  العربي الحالي الذي تشكّل بعدالحرب العالمية الاولى، بعد سقوط   تركيا في سنة 1917  ، يعود الى   اختراق الكثيرمن اليهود للمجتمعات العربيه من اجل الهيمنة على قرارها الوطني والدفع بها الى التحالف  مع الغرب  كما يحدث الآن  للكثير من الدول العربيه التي في نسيجها السياسي والقيادي   تكمن الاديولوجية الصهيونيه  وجيناتها المعاديه  للقومية العربيه  والاسلام المؤمن الحق.



 4 _ اليمن السعيد
ودولة سبأ
تكاثرت ذرية  النبي إسماعيل على أرض الجزيرة العربية خاصة في المناطق الجنوبية (جنوب البيت الحرام) في منطقة  اليمن وساهمت في تشكيل ثلاث دول يمنية، أولها الدولة الحميرية قبل 1300 عام من الميلاد.
والدولة الثانية كانت الدولة المعينية التي وصلت إلى جنوب البحر الميت وكانت المدينة الأردنية معان( في الجنوب) هي المدينة الأقرب إلى بلاد الشام في ذالك الزمن.
أما الدولة السبئية في زمن ملكة سبأ كانت هي الأهم لإسلام الملكة  في زيارتها لسليمان ا لنبي في سنة 850 قبل الميلاد, كما يقال في الدراسات التاريخيه.كان ذالك قبل الوعد الاول  الذي دمرت فيه دولة  اسرائيل الاولى على يد اهل بلاد الشام  كما جاء في سورة الاسراء
كانت سبأ دولة قوية ومعظم سكانها من ذرية إسماعيل وبعض أعراب المنطقة الذين كانوا يعيشون خارج الحضارة المدنيه الزراعيه   ومن هجرات سامية تنحدر من بابل وآشور.     ترافقت هذه الدولة مع سد مآرب وبعد ذلك مع سيل العرم الناتج عن انفجار السد وخروج الماء منه بقوة كبيرة.
 تكاثرت ذرية إسماعيل بشكل متزايد في مدة زمنية تقارب الـ 1500 سنة، من زمن  ابراهيم الى دمار سد  مارب،  حتى وصل عددها إلى أكثر من مليون شخص في جنوب الجزيرة العربية . قد يكون أكثر من ذلك بكثير لكن الهجرات والأمراض والحروب القبلية منعت من أن يكون التناسل سهلاً والعيش أيضاً.
كما أن انهيار سد مأرب وتدفق الماء منه بشكل خطير أدى إلى سيل العرم الذي أغرق الأرض وآمال الناس في العيش على أرض اليمن الزراعيه مما دفعهم إلى النزوح في كل الاتجاهات حيث يوجد الماء, وخصوصاً من آمن منهم إلى بلاد الشام ـ الأرض المباركة ( ارض الايمان- التي لا تهزم امام اعدائها حيث انتصرت  عليهم  في كل ازماتها).

5- الفريق المؤمن من ذرية إسماعيل

يقول تعالى في سورة سبأ الآيات 16 إلى 20 ويخص في ذلك الناس في سبأ ) فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدّلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمطٍ وإثلٍ وشيءٍ من سدر قليل، ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور، وجعلنا بينهم وبين القُرى التي باركنا فيها قُرى ظاهرةً وقدرنا فيها السيرَ سيرُوا فيها ليالي وأياماً أمنين، فقالوا ربنا باعد بين أسفارِنا وظلمُوا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزّقناهُم كُلَّ مُمزقٍ إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور، ولقد صدقَ عليهمْ إبليسُ ظنَّه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين(.
فمن هو هذا الفريق المؤمن  الذي  سار الى القرى المباركه( بلاد الشام)من ارض مأرب او يعرب؟.
إنه من ذرية إسماعيل التي كانت  تعيش في جنوب الجزيرة العربيه ,جنوب  مكه المكرمه، في مأرب اويعرب التي في ما بعد انهيار السد صاروا يعرفون بالعرب(الاعراب هم من كانوا  يعيشون على هامش حضارة سبأ في الصحراء). ذرية اسماعيل كانت تشكّل الاساس لدولة سبا.    هذا  الفريق المؤمن  استخلف ارض بلاد الشام  بعد  نهاية  دولة اسرائيل الاولى ليؤسس عليها القاعدةالمؤمنه    للامه  الوسط  .  يقول الله تعالى   :  وجعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا.  سورة البقره آيه  143 .   ما يثبت  ان  بلاد  الشام   هي  الارض  الوسط     ما  جاء   في  الآية الكريمه سورة النور  آية35  :.. شجرة مباركه  زيتونة  لا شرقيه  ولا غربيه..   لكونها  وسطيه من  ارض  بلاد الشام ، كما انها مباركه. اصل الزيتون الموجود في اليونان وتونس وايطايا واسبانيا وكلفورنيا في الولايات المتحده ... هو من ارض بلاد الشام  المباركه.
في الماضي كان الأنبياء وبعض الصالحين هم من آمن بالله من خلال الأمم أو القوميات. (بعث الله في كل أمة أو قوم رسولاً أو نبيا)
لكن هذا الفريق جاء لكي تتكون منه قواعد الإيمان فوق هذه الأرض من بلاد الشام: في البدايه, من الجزيرة العربية, في  جنوبها, وبعد ذالك في  شمالها, في ارض بلاد الشام الوسطية ، ومن هنا  شهداء على الناس في كل انحاء العالم   .           حدث هذا بعد دمار الدولة الإسرائيلية القديمة،(ما بعد داوود وسليمان )حيث كفر بني إسرائيل بالرسالة اللاهيه  فقطعهم الله في الارض  امما كما جاء في القرآن الكريم.

هذه البذور الانسانيه المؤمنة الطيبة  في الشرق الأوسط بما فيها من خير كانت البداية العملية لحاضرة وإطار الأمة المسلمة التي تكلم عنها النبي إبراهيم عندما قال (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة) سورة البقرة آية 127، عندما كان إبراهيم يبني البيت الحرام مع ابنه إسماعيل في جنوب الجزيرة العربية فوق أرض مكة.
يقول الله تعالى: (كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..) سورة آل عمران.
كان الخروج جيناتيا من إبراهيم وإسماعيل وذريته خيرا لصالح أمة  يعمر قلبها  الإيمان بالله، كانت أول أمة مسلمة على الأرض وبين الأمم, تشكلت  على  ارض بلاد  الشام فكانت  دمشق  هي العاصمة للعروبه:  لهاذا  السبب يقال ,منذ القدم , ان هذه الارض الله حاميها :   انها هزمت  الدولة الاسرائيليه  الاولى   وروما  والغرب في حروبه الصليبيه ,والتتار (هولاكو) والدوله العثمانيه بعد  غدر لورنس العرب وتقسيم الارض العربيه ،بعد الحرب العالميه الاولى،  وبريطانيا   وفرنسا والولايات  المتحده  على ارض  العراق ولبنان   وسوريه ,  وبعد  وقت    قصير  ستهزم    اسرائيل   كما    وعدنا    الله ( كما  جاء في   سورة    الاسراء) يقول الله  تعالى :  وليدخلوا  المسجد  كما دخلوه  اول  مره...           في  المره  الاولى  كان   الدخول  من   بلاد  الشام   عندما كان  تدمير دولة  اسرائيل بواسطة نبوخت نصّر   el asirio .   اما  الثانيه  فستكون  لتحرير القدس.  وهذا ما نحن فيه الآن( في زمن وعد الآخره  الذي فيه علو بني اسرائيل . عملوا له منذ سقوط الاندلس عندما ذهبوا  الى اوروبا  والولايات المتحده , منذ اكثر من 500 سنه) فحضارة الغرب هي حضارة صهيونيه بامتياز.


-6الأمة الوسط
والعدالة الإنسانية

لا شك في أن معرفتنا لجغرافية العالم الذي نعيش فيه تؤكد لنا  اننا نعيش في وسط هذا العالم بأممه الكثيرة، أمم باركها الله ,مسلمه, وأمم سيمتعها ثم يمسها عذاب أليم لكفرها ومتعتها الفاجره  وكذبها وإجرامها وغطرستها وعدوانهاعلى  الاسلام  والعروبه
إن الأمة العربية لكي تكون أمة مباركة لا بد لها من أن تكون أمة مسلمة، جعلها الله في وسط هذه التجمعات الكثيره    والموجودة في كل بقاع الأرض والأهم من ذلك على شواطئ البحر الأبيض المتوسط   , في طرفه الشرقي .
 يقول الله تعالى في تشكيل الامه, سورة آل عمران آية (103-104) (.. وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذالك  يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) حيث كانوا قبائل متقاتلة متناحرة.
ويقول الله تعالى مكملاً (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون.)
هكذا إذن تشكلت الأمة,من الاخيار بعد تقاتل استمر عقود طويلة بين القبائل في الجزيرة العربية، لكن الله أراد أن ينقذهم فأمر بأن تتشكل منهم الأمة الإسلامية العربية، ليجعلها أمة وسطاً على   ارض  بلاد  الشام:  من هنا تبرز الاهميه  الاسترايجيه لهذا الاختيار الالهي الذي يثبت،  دؤن ادنى شك وبقوه، عظمة هذه الاراده الالهيه التي  اوصلت    بلاد  الشام الى الانتصار الحقيقي في كل زمان ومكان  على اعداء الله  والامه.  فما دام الغرب والحركه الصهيونيه والقوى التابعه  والعميله  في الوطن العربي,  وخصوصا في الخليج العربي, تقف  ضد ارادة  بلاد الشام لايمانيه  يعطيني القوه على حسن ما اقول في هذا البحث .   لذالك بات ملزما على كل عربي مؤمن ومسلم شريف ان يقف مع بلاد الشام: مع فلسطين وسوريه ولبنان والاردن والعراق ضد الاطماع الصهيونيه والغربيه في الهيمنه والاستعمار.        قال الله تعالى:
(.. وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)
إن لكل أمة أو قوم أهداف في إنسانيتها أو أهوائها أو في إلهامها.
لكن الأمة العربية المسلمة لها هدف واضح وصريح
يقول الله تعالى في وظيفتها في سورة الأعراف الآية (181)
(..وممن خلقنا أمة يهدُون بالحقِ وبه يعدلونَ) صدق الله العظيم
بهذا النص الحق الأمين تعرف الأمور في أبعادها الإنسانية والأخلاقية والجيناتيه : رسالة سماوية لاعوج فيها لامة  مسلمه في تكوينها  الإنساني الثقافي والجيناتي يكمن النهي عن المنكروالامربالمعروف  من  اجل    العدالة     الإنسانيه     التي تتحقق   من خلال  الامه المسلمه  وليس بواسطة  الكيانات الهزيله والتابعه التي تعتمد على القبيله او العشيره او العائله الخبيثه التي تخدم الغرب  في كل ثوابته الاستراتيجيه.
   فالله سبحانه وتعالى  بعد ان خلق الامه المسلمه   من اجل الهدايه بالحق    والعداله     وامر بتشكيلها ( لارتقائها) بعد صراع طويل بين القبائل   ووكل الرساله لقوميتها         عملت القوى الرجعيه  والعميله للغرب والفاسده (في الخليج العربي  وباقي العالم )على اعادة الامور الى العصر الجاهلي    من  خلال الصراع الطائفي  والقبلي والعنصري والمال المفسد  الذي    يخدم  اعداء الامه  ولا يخدم الرساله (لا يخدم الهدايه بالحق) .  ما دامت هذه هي الحقيقه      فلماذا لا تقتنع القوى الاسلاميه الضاله في الوطن العربيئ وخارجه ؟
 
7- الرسالة الإسلامية (الأمانة)
يقول الله تعالى:
(إنَّا عرضنا الأمانةَ على السمواتِ والأرضِ والجبالِ فأبينَ أن يحملنَها وأشفقنَ منها وحملها الإنسانُ إنَّهُ كان ظلوماً جهولاً..) الأحزاب آية (72)
وفي سورة الزخرف (43 - 44) يقول الله تعالى والخطاب الإلهي موجه للرسول محمد صلى الله عليه وسلم
(..فاستمسكْ بالذي أُوحي إليكَ إنك على طريقٍ مستقيمٍ، وإنه لذكرٌ لك            ولقومك  وسوف تسألون.    الذكر  هو الرساله الالهيه والقوم  هو نتاج ثوابت جيناتيه اسمه القوم العربي   (  قوم  محمد)  وهو  موكل  على الرساله   ويوم القيامه    يسئلون امام الله .    فلماذا  تنكر القوى الظلاميه في الفكر الوهابي الاسلامي وغيرها من الاسلاميين وتتحالف مع الغرب   ضد هذه القوميه الموكله للذكر والمسلمه؟الجواب هو لانها مبرمجه  لغير المصاح العربيه كما عملت طول حياتها وخصوصا في دول الخليج العربي وباقي الدول العربيه .
وفي سورة الزمر يقول الله تعالى:
(قُرآناً عربياً غيرَ ذي عوج ٍلعلهُم يتقون)
وفي سورة الرعد (37) يقول الله تعالى
(وكذلك أنزلناهُ حُكماً عربياً ولئنِ اتبعتَ أهوآءهم بعدما جآءكَ من العلمِ ما لكَ من الله من وليٍ ولا واقٍ)  فالاهواء عند البشر  والكذ ب والتهويل   ايضا  كما والتحريض على الفتنة والقتل  وصناعة الوهم من  قبل الغرب  للشعوب العربيه من اجل خداعها  كما حصل في الثوره العربيه بقيادة لورنس العرب والشريف حسين  واتفاق كامب ديفد واتفاق اوسلو  لا   يفيد  العقل من  اجل  المعرفه والارتقاء الى الحقيقه , يدفع بالبعض الى السقوط في الرده  بعيدا عن ثوابت القرآن الكريم : تستخدم  كل هذه   الاساليب البشعه السابقة الذكر   من  اجل    مصالح  خبيثه واجراميه تنفع  القوى التي  تعادي  الحقوق العربيه في الغرب .                                                 أورث الله سبحانه وتعالى الأمة العربيه  المسلمة الرسالة بعد أن كفر بها بني إسرائيل الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، سورة البقره .    وفي التوريث يقول الله تعالى, سورة فاطر الآية (32)(ثم أورثنا الكتابَ الذين اصطفينا من عبادنا).      ثم أوكلها للقوم العربي المسلم الغير كافر  ( قوم محمد)   يقول الله تعالى مخاطبا رسوله: فاستمسك بالذي اوحي اليك انك عل طريق مستقيم وانه لذكر لك   ولقومك   وسوف تسألون. سورة الزخرف  آيه  43














8-القوم العربي والتوكيل     


يخاطب الله سبحانه وتعالى رسوله في سورة السجدة الآية (3) بالقول : (أم يقولُونَ افتراهُ بلْ هوَ الحقُّ من رّبكَ   لُتنذرَ قوماً   ما أتاهُم من نذيرٍ من قبلك لعلَّهم يهتدون)
جاء محمد صلى الله عليه وسلم، نذيراً ومبشراً ورسولاً لقومه الذي تشكل على قاعدة الأمة الإسلامية، بعد أن امتدت عبر كل الأمم المتواجدة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا من  ارض  بلاد   الشام  في  معظمها.
فتم التزاوج والتصاهر والتعاون والتعارف والتداخل..
فبنت الأمة علاقات إنسانية، من خلال أفراد وعائلات طيبة كتلك التي هوت قلوبها لمساعدة إبراهيم وزوجته وابنه في أرض خالية من الزرع على أطراف مكة في أرض البيت الحرام.
بلا شك, ان  الذريه وبعد ذالك  الأمة المسلمة والقوم في ما بعد كانوا المنطلق الحقيقي لنجاح الرسالة الإسلامية, فمن الأمة (من أنفسهم,من الاصل) بعث الله رسولاً ليتلوا عليهم آياته (الرسالة).  اما القوم فهو الاطار الاوسع الذي  دخله  الكثير من الامم على قاعدة التزاوج والتصاهر(التداخل الجيناتي)  مع الامه التى في تكوينها الوراثي عربيه وفي عقيدتها  مسلمه.
فوكل الله الرساله للقوم عندما جاء أول رسول لقوميتها  التي تكاثرت  في اماكن كثيره.
يقول الله تعالى(أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة (بني إسرائيل) فإن يكفر بها هؤلاء  فقد وكلنا بها قوم  ليسوا  بها  بكافرين.لا  شك  في ان القوم المقصود في  هذا  الكلام   هو   القوم   العربي  (قوم محمد كما تقول الآيه )  الذي   تشكل  من  خلال  التزاوج   والتصاهر عبر   قرون     طويله  وعم   الكثير    من  الامم  .  فالقومية  ليس  فيها  ثوابت   سياسيه   او   اديولوجيه  بل  انها   نتاج    ثوابت  جيناتيه  .   الذكر   في   القرآن الكريم   لقوم   موسى  ياتي    لانه     نتاج   تزاوج  بعض اولاد   اسرائيل(يعقوب )  من مصريات على    ارض    مصر, في زمن النبي  يوسف ( من زمن النبي يوسف الى  زمن النبي موسى لا يقل عن 800 سنه; في النهايه تشكل قوم موسى) .    النبي  ابراهيم    بزواجه   مع    هاجر( القبطيه  المصريه) )  والدة  اسماعيل,  وزواج بعض اولاد يعقوب (اسرائيل) من مصريات  في زمن النبي يوسف دفع    الشعب   المصري ليقول  ان  مصر    هي   ام   الدنيا .لهاذا  الفهم  يوجد ثوابت حقيقيه في الشيفره الوراثيه وليس في السياسه.
            
      
هكذا اكتمل البناء الإنساني (القاعدة البيولوجية) لهذا المسلسل البشري:
إبراهيم وإسماعيل وعائله أعرابيه طيبه (التي تزوج منها اسماعيل)
وذرية وقبائل وتعارف مع أمم أخرى فتزاوج وتصاهر                                                                                                             فجاالإطارالقومي انسانيا                                                                    
خيّراً غير عنصري جامعاً للكثير من الناس في أراض واسعة جداً, من   اندونيسيا  مرورا   بالهند  وباكستان   وايران  وبلاد الشام   والى مصر الكنانه والى شمال  افريقيا وامريكا وكل   انحاء   العالم
من أهم سماته أنه مسلماً وغير كافر بالرسالة.  الاتهام  بالكفر للقوميه العربيه  ورجال الدين  في بلاد الشام   واماكن اخرى من قبل السلفيين  التابعين للفكر الوهابي  السعودي وحركات اسلاميه اخرى   يثبت بلا شك عمالتهم  للغرب الفاسد والمفسد.  القوم العربي وكّله الله بالرساله إلى يوم الحساب العظيم.            فالتوكيل  خارج   القوم   العربي ليس من  ثوابت    الدين    الاسلامي   والرساله  ,  فلا  يجوز اسلاميا  ان تكون السعوديه هي الموكّله على  المسلمين  والرساله   لان الكثير منهم من الاعراب والمستعربين ولا يرتكزون على ارض بلاد الشام,  كما لا يجوز بالمطلق  ان  تعود تركيا لتكون موكّلة او وكيله على الامه  والقوم العربيين ,فكل   من   يفهم   غير   ذالك فهو  على  خطأ. من اهداف آل سعود الكبرى ,والغرب  وتركيا  هو سيطرتهم  على بلاد الشام باسم الاسلام  الطائفي الفتنوي الرجعي والمتطرف.                       
  يجب   تأسيس حركة قوميه مؤمنه نابعة من المسلمين والمسيحيين العرب من اجل تحقيق الثوابت الانسانيه في   التحرر  والبناء والعداله الاجتماعيه بعيدا عن هيمنة  الغرب وعملائهم  كما وعزل الحكام العرب والجماعات الاسلاميه المرتبطه بانظمة الكفر في هذا العالم, في دول الخليج اولا  وفي الوطن العربي ثانيا.


9- الاستخلاف في الارض

في البداية لا بد من معرفة أن الأرض هي من ملكية الله سبحانه وتعالى، ولا يوجد لأي إنسان  عليها   القدرة   في التحكم بها، والسيطرة عليها بشكل دائم.
فلله حكمته في معرفة امورها  والاستخلاف فيها :
من يفهم القرآن فهما علميا جيدا  يدرك ذلك.
يقول الله تعالى في سورة طه :
(.. ولله ملك السماوات والأرض..)
ثم يقول الله في قهر من يظلم ويفسد فيها
(وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة، وأنشأنا بعدها    قوم آخرين)
لهذه الآية عبرة رائعة وصاطعه :
اهلك الله قوم إبراهيم فنجّى ابراهيم  ولوط إلى بلاد الشام، وأنشأ من بعد ذلك القوم العربي( من نفس ابراهيم واسماعيل ) الوكيل الوحيد للرسالة العربية المسلمة كما جاء في الذكر الحكيم.
ثم يقول الله تعالى واعداً في سورة النور آية (55):
وعدَ اللهُ الذينَ آمنُوا منكُمْ وعملُوا الصالحاتِ ليستخلفَنَهُم في الأرض، كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكننَّ لهم دينهُم وليبدلنهم من بعد خوفِهمْ أمناً) صدق الله العظيم
منذ إبراهيم وإسماعيل إلى وقتنا الحاضر استخلف الله الأمة بإطارها القومي الأوسع   أرض الجزيرة العربية وجنوبها وشمالها وإلى أراض واسعة كبيرة في أفريقيا وآسيا  من اندونيسيا... وماليزيا ... وايران, المسلّمين بالله ,وفي القارات أجمع متجاوزين المفاهيم الوطنية والجغرافية عبر هجرات أمنية وسياسية واقتصادية وأهمها العلمية.

                                   10  _الهزيمه الحتمية لأعداء الامه                              

 قال أحمد شوقي في أهم أبياته الشعرية:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت     فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
والأهم هو ما جاء في سورة هود الآية (117): التي تتعلق بالاصلاح في المجتمعات الانسانيه لكي تتجنب الهلاك الحتمي :الاصلاح هو النقيض الحتمي للفساد  والفتنه  والظلم.  ان الله لا يحب المفسدين    كما ان الله لا يحسن عمل الظالمين.
يقول الله تعالى:
(وما كان ربُّكَ ليُهلكَ القُرى بظلمٍ وأهلُها مصلحُون)  ان هذه الايه المعبره تثبت ان  من  اهم الاسبا ب في دمار المجتمعات الانسانيه    هي  الفتنه  التي  لعنهاالله لكونها مهلكة   وخصوصا   اذا  كانت   المجتمعات متخلفه يعشش فيها المفسدين والمتطرفين  حيث يسهل  السيطره عليها من الغرب.   واذا   ادركت  المجتمعات,  من خلال الصبر و الايمان  ,   ان  الاصلاح  هو  مفتاح   النجاة  واعتمدته  فان  الانتصار  سيكون حتميا وحقيقيا مهما كان الظلم شديدا .   لهذا   السبب  المهم تعمد الدول الغربيه والصهيونيه العالميه    على   تاجيج  الخلافات   بين   العرب   والمسلمين   بواسطة العملاء  والمتطرفين في الاسلام   والدول  التابعه   في المنطقه ,خليجيه عربيه وغيرها في العالم,  كما ويذهبون الى  صناعة الوهم التي تضلل الشعوب  العربيه في الحرية والتحرر والديمقراطيه  كما وتدفع بهم الى الفتنة والخراب.   من خلال هذا الفهم  يستطيع ان يدرك  كل انسان مؤمن ومسلم  ثوابت الحقيقه  بعيدا عن التحريض والكذب .                              في سورة محمد آية (7) يقول الله تعالى مخاطبا اهل الايمان
(يا أيُّها الذينَ آمنوا إنْ تنصُرُوا اللهَ ينصركُم ويُثبّتْ أقدامَكُم)     فالاصلاح الذي يؤدي الى النجاة, بعيدا عن هلاك المسلمين خدمة للغرب ,هو من اهم الطرق  في نصرة الله.
ثم يقول الله تعالى مؤكداً في نفس السورة :
(ولنبلُونّكم حتى نعلمَ المجاهدينَ منكم والصابرين، ونبلوا أخباركم)  لا  شك  في  ان  الصبر عند الانسان  المؤمن  اثناء البليه   هو من اهم علامات  الانتصار لله ، فمن اجل الحق وليس القتل في  الفتنه لاغراض سياسيه  وهيمنة عالميه هو الطريق الصحيح ايضا من  اجل نصرة الله.  اما اصحاب الفتنه فيضطرهم الله الى عذاب النار كما جاء في الذكر الحكيم.
وفي الختام يخاطب الله الذين آمنوا بقوله:
1-  (يا أيها الذين أمنوا إن تُطيعُوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردُّوكُم بعدَ إيمانكُم كافرينَ) آل عمران آية (100)  وهذا   ما  يحدث  الآن  لحكام دول  الخليج    وغيرهم  0 من الاعراب والمستعربين والذين  يعتبرون انفسهم من المؤمنين    :  يطيعون الغرب  الظالم والمفسد  ويعملون من اجل مصالحه بشكل دائم, في تحريف الدين وفي الاقتصاد وفي انتاج البترول وفي السياسه  وفي التعليم وفي الثقافه...من اجل بقائهم في السلطه خدمة  للغرب المجرم والظالم.
2-  خاطب إبراهيم ربه قائلاً عندما كان يبني مع ابنه إسماعيل البيت الحرام   في   الجزيره  العربيه :
(ربِّ اجعل هذا بلداً أمناً وارزق أهله من الثمرات) البقرة الآية (126)
فرد الله سبحانه وتعالى عليه قائلاً :
(من أمن منهم بالله واليوم الآخر، قال ومن كفر فأمتعُه قليلاً ثم أضطرُهُ إلى عذاب النار). لا  شك   في ان  المتعة في دول الخليج بدأت قبل  وقت   قليل ,  بعد1975, وستكون  النهايه  لحكامها في عذاب النار   وبشكل اضطراري عندما يعتدى  على  كل من  سوريه  وايران والثوابت الفلسطينيه المقدسه   وهذه هي  ارادة الهيه ستتحقق على  الارض في اقل من عقد من الزمن لانها  مطلب واضح وصريح من  رب  هذا  الكون كما جاء  في  الذكر   الحكيم.
  في سورة التكاثر الآيات (6-8) يؤكد لهم الله القول: (..لتروُن الجحيمَ، ثمّ لترونَها عينَ اليقينِ ثُمَّ لتُسألُنَ يومئذ عن النعيمِ..)
3-  يقول الله تعالى عن قوم نوح:
(فأنجيناه والذين معه برحمة منا، وقطعنا دابر الذي كذبوا بآياتنا
وما كانوا مؤمنين)
 ثم يقول الله تعالى في سورة الاعراف182     :والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون .  ثم  يقول الله تعالى- ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
من هذه الآيات الكريمة يستطيع أن يستنتج أي إنسان طاهر في إلهامه الفكري:
أن الأخلاق الحميدة الذاتية والاجتماعية عبر ثقافة هادفة ترفع من قيم الإنسان لكي يكون صالحاً، ينصره الله في كل سلوكه. مجاهداً كل في مجاله وصابراً حتى لا ينكسر أمام أعداء الله والأمة.
فعدم إطاعة هؤلاء الفرقاء الظالمين من أهل الكتاب الذين يخططون ويمكرون في كل لحظة من حياتهم لضرب القيم العليا للإسلام يضعنا على الصراط المستقيم في مواجهة ما يحيط بنا من ظلم وقهر.
وعدم التصدي لهذه القيم البالية في السلوكيات الغربية واستمرار قوى الطاغوت في تلويث حضارتنا من خلال ثوابت المتعة كما يحدث في الخليج والغرب ستكون لها نتائج كارثية على هؤلاء الذين تخلوا عن أمتهم المسلمة وعن ثوابت دينهم لأنهم في النهاية أصبحوا من الكافرين من أهل الردة، غير مؤمنين.
فالإيمان كما جاء في القرآن الكريم، هو الثابتة التي سينتصر بها العربي من خلال أمته وبقومه الذي وكله الله بالرسالة إلى يوم الحساب العظيم.
الدليل على ذلك هو: إن الاعتداء القادم من قبل الحركة الصهيونية والولايات المتحدة على حزب الله ولبنان وسورية وإيران والمقاومة الفلسطينية ومقدساتها سيدفع بالملايين المؤمنة المنظمة والمقاومة الوطنية والإسلامية إلى دخول القدس وتحريرها وكسر الاراده الصهيونيه: يستدرج الله اعدائه   الى الجحيم    ،فمهما يخططون في الغرب  لن يحسن الله اعمالهم .                                                                    كما نرى في الواقع وحسب المعطيات العلميه والدينيه
سيتم الدخول بكل جسارة من كل الجهات الشمالية.  من  بلاد  الشام الى فلسطين
كما حدث لدولة إسرائيل الأولى في زمن نبوخت نصّر  el asirio.  يقول الله تعالى في سورة الاسراء: وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مره . . .    
هذا الإعجاز العظيم هو وعد الله والله لا يخلف وعده.
(فالحذر لا يلغي القدر)
قدر إسرائيل ثابت لا تبديل فيه:
إنها النهاية الحتمية
يقول الله تعالى في سورة هود آية (117)
(وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً)     في        سورة الاسراء يحدد الله تعالى لهم هذا الهلاك بقوله ...فاذا جاء وعد الآخره ليسؤوا وجوهكم       وليدخلوا المسجد  كما دخلوه اول مرّه     وليتبروا ما علوا  تتبيرا.        وعد الآخره  له  بدايه ونهايه( سورة الاسراء)   :  البدايه  جاء الله  بهم لفيفا  الى الارض المقدسه على اثر وعد بلفور( بهذا الوعد لا يخلف الله وعده) من اجل   كسرهم.اما النهايه  فستكون عبر ا لمراحل  الثلاثه  السابقة الذكر  .      نحن  الآن في مرحلة دخول المسجد الاقصى والقدس( في المرحله الثانيه) التي ستؤدي الى زلزال سياسي وعسكري في المنطقه العربيه  والعالم . النتائج الحتميه  ، من خلال الفهم  العلمي والديني  الصحيح (لا يوجد اي تناقض بينهما) ,ستؤدي الى نهاية الهيمنه الغربيه على دول العماله للغرب في  الخليج بعد  احتراقها لكفرها  كما  وانهيار الكيان  الاسرائيلي في فلسطين وسقوط الافتصاد الغربي التابع  للصهيونيه العالميه.             
للدكتور ابراهيم المصري                              15_    8   _   2102                                                                                                         مدريد اسبانيا    l